السلالة «دلتا» من فيروس «سارس-كوف-2» أقل تأثرًا بالأجسام المضادة المحيِّدة
منذ اكتشاف السلالة «B.1.617» من فيروس كورونا المُسبِّب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من النوع الثاني، المعروف اختصارًا باسم فيروس «سارس-كوف-2» (SARS-CoV-2) في الهند في أكتوبر من عام 2020، أصبحت السلالة السائدة في بعض مناطق الهند والمملكة المتحدة، وانتشرت إلى العديد من الدول الأخرى. وتتضمن هذه السلالة ثلاثة أنواع فرعية رئيسة («B1.617.1»، و«B.1.617.2»، و«B.1.617.3»)، وهي تحوي طفرات متنوعة في نطاق النهاية الأمينية (NTD)، ونطاق الارتباط بالمستقبل (RBD) في البروتين الشوكي لفيروس «سارس-كوف-2». وهذه الطفرات قد تعزز إمكانية إفلات هذه السلالات من الجهاز المناعي. ويُعتقد أنَّ السلالة «B.1.617» – التي يُشار إليها أيضًا بمصطلح السلالة «دلتا» – تنتشر بوتيرة أسرع من غيرها من السلالات.
وفي هذا البحث المنشور في مجلة نايتشر العملية، عزل الباحثون سلالة مسببة للعدوى من النوع «دلتا»، من شخص مُصاب بمرض «كوفيد-19»، عاد إلى فرنسا من الهند، ثم عمدوا إلى فحص تأثُّر السلالة بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، وأيضًا الأجسام المضادة الموجودة في أمصال مأخوذة من أشخاص تعافوا من مرض «كوفيد-19» (يُشار إليهم فيما بعد في البحث باسم “الأشخاص المتعافين”)، أو أشخاص حصلوا على أحد اللقاحات المضادة لمرض «كوفيد-19».
بعد ذلك، قارن العلماء هذه السلالة بالسلالات الأخرى من فيروس «سارس-كوف-2»؛ فوجدوا أنَّ السلالة «دلتا» كانت مقاوِمة للتحييد ببعض الأجسام أحادية النسيلة المضادة لنطاق النهاية الأمينية، ونطاق الارتباط بالمستقبل، بما في ذلك الجسم المضاد «باملانيفيماب» bamlanivima، فضلًا عن أنَّ هذه الأجسام المضادة أظهرت قصورًا في الارتباط بالبروتين الشوكي، بينما كانت الأمصال التي جُمعت من الأشخاص المتعافين حتى فترة تصل إلى 12 شهرًا بعد بداية ظهور الأعراض أقل فعالية ضد السلالة «دلتا» بأربعة أضعاف، مقارنة بها في حال السلالة «ألفا» (السلالة B.1.1.7). في حين كان للأمصال المأخوذة من أشخاص تلقّوا جرعة واحدة من لقاح «فايزر» Pfizer، أو «أسترازينيكا» AstraZeneca تأثير مثبِّط، يمكن بالكاد ملاحظته ضد السلالة «دلتا». وأخيرًا، أسفر تلقِّي جرعتيّ اللقاح عن توليد استجابة مُحيّدة لدى 95% من الأشخاص، بتركيز معاير للأجسام المضادة ضد السلالة «دلتا» أقل بثلاث إلى خمس مرات منه في حال السلالة «ألفا».
وهكذا، نجد أنَّ انتشار السلالة «دلتا» مرتبط بإفلاتها من الأجسام المضادة المستهدِفة للمُحددات المُستضدية في نطاق الارتباط بالمستقبل، وفي غير نطاق الارتباط بالمستقبل في البروتين الشوكي للفيروس.